الثلاثاء، 7 يوليو 2015

كتالوج ق 308




الجمال نقمة
الجميلون كلهم مذنبون بحق القبحاء
لأنهم لم يعودوا يعرفون أي حلاوة لكون النفس أجمل بكثير من تبجحهم!
ولأنني أؤمن بما قيل: " الجمال بعين ناظره" ليس أكثر من ذلك حقاً!
أما القبيحون هم أشباه أناس تحولوا إلى نفسيات عنيفة سلبية ومؤذية بحق كل إنسان!
ما الجمال أيها العاديون ؟
شفاه مكتنزة عيونٌ حادة أنف مصقول وجسم منحوت لفتاة تعرف كيف تأكل السوشي أو تمشي الهوينا؟!
أم هي عضلاتكَ المفتولة، معدتكَ المسطّحة وشعركَ المصفف بمثالية !
لا بد من أنها ضحكة مصطنعة دُفع ثمنها بالتقسيط عند طبيب الفيسبوك "الجميل جداً حتى السلفي الأخير"!

كلها لعنة الأوصاف والمظاهر . .
لعنات لأولادٍ نسوا وصف الرجولة واكتفوا بالبنطال ذو قصة الأرداف المريحة والمثيرة!
لعنات لبناتٍ نسوا وصف المرأة واكتفين بلعقِ آثار قلم الحمرة!

 والآن! أتذكر نفسك حين كنت طفلاً تنظر في المرآة .. ؟


المهم .. دعني أميل نحو أفكاري الغاضبة:

الجمال الذي يعيش الصّعاب .. نقمة!
كأن تكون امرأة لاقت حتف ذاتها في نشوة مريضة لرجل قبيح جداً بأوصاف حيوانية .. كل ذلك لأنها "جميلة كالدُمى" في عينيه!
أو كأن يعمل القانون الوضيع على خرس البنات .. لأنهن جميلات رقيقات متمنّعات حدّ الاغتصاب!
نعم .. إنهن كذلك! جميلاتٌ لدرجة أن يكنّ مدرجات ضمن كتالوج للزواج الدنيء تعنيفاً لهنّ وتتويجاً للذكورة المريضة اللعينة!

308 
كلّما نظرت إلى هذا الرقم يخيّل إلي بأنه رقم لغرفة في فندقٍ يسكنه العاهرون ويطالبون بالمزيد طوال مدة الإقامة أو لنقل طوال مدّة وجود هذا القانون القذر في التشريع الأردني.. يقول اللسان بعين دامعة  "عجزت عن تفسير المعنى لكل ما يحدث بعدما عجزتُ عن لفظ كلمة : شششش ررررر ففففف في وجوهكم"

صوتٌ ما يحدثني أنّ كل من تأذى كان جميلاً يوماً ما ..
قبل أن يوسوس الشبح القبيح في أذنه :
" أنت رقم .. ليس إلا!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق