الثلاثاء، 7 يوليو 2015

أفكار حول رواية سبوتنيك الحبيبة | هاروكي موراكامي




لأنّ الخيال هو الهبة الحقيقية التي ستمكنك من إكمال قراءة هذه الرواية..
هذه هي الإجابة لسؤال : لماذا عليك أن تضع جانباً هذه الرواية بالذات ؟


الرواية استثنائية ..
إنها المرة الأولى التي أقرأ فيها لموراكامي، نعم .. حينما شعرت بالوخزة اللذيذة التي ترافق غرائبية الشعورالأول لتجربة كل شيء في هذه الحياة، تأكدت أنها ستتمكن من سحبي نحوعوالم عجيبة ومستفزّة، وفعلاً انهيت قراءتها بنهم ليلة واحدة.

لا أحب سرد القصة الآن فأنا لا أريد العودة للواقع الرتيب بعد أن تأثرت بـ سبوتنيك الحبيبة أي "رفيقة السفر" ، فالواقع يبدو الآن ككرة قد تسقط على الأرض فتنفجر منها كل ذرات أحلام البشرية ، لتصبح الحقيقة حلماً كبيراً خارقاً للطبيعة يتسّع للجميع في عقل موراكامي.


ما يهمّني الآن هو التحدث بلا تفكير، بسرعة كبيرة ، وبصوتٍ عالٍ :

ذاكرة القطة ضعيفة جداً تخرج هائمة ولا تعرف كيف تعود الى البيت، لكنها تألف أي شخصٍ قد يعطف عليها، وهي متنمرة، غامضة، هادئة احياناً وشرسة عند الخوف، في تلك الليلة الفضية –سوماير- القطة السيامية .. كانت ترتجف خوفاً بللت ملابسها وهرعت إلى ميو تستجدي الحب العميق الذي سيخلّصها من مواء الحيرة الذي جرّها كل ليلة إلى الكتابة على نحوٍ لم تعرفه في نفسها من قبل، ولا تعرف من أين أتتها كل تلك القدرة على الكتابة في هذه الجزيرة اليونانية الغريبة عنها، الجزيرة التي وجدت ذاتها البريّة فيها والتي مكّنتها من السباحة على شاطئ العراة مع حبيبتها السرية ، فجعلتها أقرب إليها روحاً وجسداً وأثيراً .. إلى أن قرر الجميع أن عليها الاختفاء!

تلك اللحظة التي ابيضّ فيها شعر ميو وانقسمت حياتها الى نصفين "تعذّبت قطط العالم كلّها" وتحوّل مشهد ذاك الغريب الذي تموء منه وتعتصر، إلى هواء باردٍ يضرب ساقيْها ويلسع أكتافها ليثلج الخوف على شعرها الأسود .. إلى أن قرر الجميع أن عليها السقوط !


الخوف .. تلك السلسلة العنيفة من الوهم والأحلام والرعب الميتافيزيقي الذي جعل شخصيتين من شخوص هذه الرواية تدرك ذاتها البرية دون ان تنقذها أو أن تحاول إنقاذها حتى بعد أن جرّبت الخوف لأول مرة دون أن تدرك!
الخوف الذي يصنع الشخصيات المتناقضة في داخل كل من العالم الروائي والواقعي..
الخوف من الحياة، الخوف من الرفض، الخوف من التقدّم، الخوف من الضحك، الخوف من البقاء، الخوف من المجهول، الخوف من الأنا..

| الخوف الخوف الخوف |


الرواية استثنائية لأنها مجرّد سؤال ضخم، قذر، نتن، وهائج عن هذه الحياة في الفضاء اللامتناهي، سؤالٌ عن لايكا الكلبة التي غادرت الغلاف الجوي ولم تعد أبداً، عنا نحن الذين تركنا حقيقتنا، عنك أنت الذي تُهتَ عن ذاتك البرية وعني أنا.. أين نحن .. أين أنا؟





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق